الترجمة لسان العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دور علم اللغة في تعليم اللغة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
SADOUN
Admin
Admin
SADOUN


انثى الجدي عدد المساهمات : 1177
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
العمر : 37

دور علم اللغة في تعليم اللغة Empty
مُساهمةموضوع: دور علم اللغة في تعليم اللغة   دور علم اللغة في تعليم اللغة Emptyالسبت 24 مارس 2012 - 18:28

أخذ علم اللغة يؤدي دوراً مهما في مجال تعليم اللغات الأجنبية ، وبصورة فعالة بعد الحرب العالمية الثانية ، وقد اتخذ هذا الدور صورا منظمة ، حيث طبق المدرسون كثيرا من نتائجه في ميدان عملهم . (لقد بدأ الأثر الكبير لعلوم اللغة على تعليم اللغات الأجنبية ، منذ الحرب العالمية الثانية ، وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ) .

وإن كان هذا لا ينفي أن عدداً من الحقائق التي أنتجها هذا العلم ، قد وجدت طريقها إلى مجال تعليم اللغات الأجنبية قبل ذلك التاريخ . ومن ناحية أخرى ، يمكن القول إن كثيرا من النتائج ، التي حققتها الدراسات اللغوية الحديثة ، لا زالت بمنأى عن مجالات تعليم اللغة الأجنبية . ولما كانت فترة ازدهار علم اللغة هي منتصف القرن العشرين ، كان من الطبيعي أن تكون تلك الفترة أكثر تأثيراً في مجال تعليم اللغات الأجنبية من غيرها . ومما يوضح تأثير علماء اللغة في مجال تعليم اللغة الأجنبية، ما حدث في القرن التاسع عشر ، الذي شهد تطوراً كبيراً في مجال الدراسة الصوتية . ( … غير أنه في العقد التاسع من القرن التاسع عشر ، استطاع بعض علماء اللغة من ذوي النزعة العلمية من أمثال هنري سويت في بريطانيا ، وفلهام فيتور في ألمانيا ، وبول باسـي في فرنسا ، توفير الريادة الفكرية ، التي منحت أفكار أولئك المصلحين المصداقية والقبول الواسع . لقد قام هؤلاء العلماء بتجديد علم اللغة ، ونفخوا فيه روحا جديدة ، وأسسوا علم الأصوات ، وقدموا آراء ثاقبة عن عمليات الكلام . وأكد اللغـويون أن الكلام ، وليست الكتابة ، هو الشكل الأساسي للغة ) .

انعكس ذلك التطور على مجال تعليم اللغة الأجنبية ، حيث وجَّه مدرسو اللغة عناية كبيرة لتقويم النطق وإصلاحه في اللغة الأجنبية ، وكان هدفهم في تلك الفترة ، الوصول إلى دارس يؤدي اللغة الأجنبية بطريقة مقاربة لأداء أهل اللغة ، إن لم تكن مطابقة لها . وهذا التوجه التطبيقي الذي حدث ، إنما كان بتأثير من أفكار علماء اللغة في تلك الفترة . واشتد التأثير بصورة عامة خلال القرن العشرين ، عندما نمت الدراسات اللغوية وتطورت ، ونشأت لها فروع عديدة . ( أما الدراسات اللغوية الحديثة ، فقد أعطت تعليم اللغة أثمن ما يعتز به في الوقت الحاضر ، من تغلغل النـظرة في المادة ، وشمول النظرة، والكشف عن البنية ، ووضوح الأقسام ، ودقة المصطلحات . وقد تبدى كل ذلك لأول وهلة في الدراسات الصوتية ، التي لم يكن لتعليم اللغة عهد بها ، ثم توالت النتائج الباهرة ، في فروع الدراسات اللغوية الأخرى ) .

نخلص مما تقدم إلى أن مهمة علم اللغة الأساسية ، هي أن يزيد معرفتنا بطبيعة اللغة وماهيتها، وهدفه النهائي تقديم الوصف اللغوي الأمثل ، وهو لا يضع في اعتباره غاية تعليمية ، غير أن الوصف اللغوي الذي يطرحه يستفاد منه في ميدان تعليم اللغة . وهذه الملاحظة تعني أن علم اللغة لا يعنى بتقديم المساعدة لمدرسي اللغة الأجنبية بشكل مباشر ، كما أن التطورات التي تصيب علم اللغة ، لا تؤدي بالضرورة إلى تطورات مماثلة في ميدان تعليم اللغة الأجنبية . ( لا ترمي دراسة علم اللغة إلى أغراض عملية ، فالباحث اللغوي يدرس اللغة لغرض الدراسة نفسها ، فهو يدرسها دراسة موضوعية ، تستهدف الكشف عن حقيقتها ، فليس من موضوع دراسته ، أن يحقق أغراضا تربوية مثلا ، أو أية أغراض عملية أخرى. فهو لا يدرسها بغرض الارتقاء بها مثلا، أو تصحيح جوانب منها ، أو القضاء على عـوج فيها ، فإن عملـه يجب أن يقـتصر على وصفها وتحليلها ، بطريقة موضوعية ) .

ينحصر دور علماء اللغة إذن في دراسة الظاهرة اللغوية . . وصفا وتحليلا ، ولا يضعون في اعتبارهم أغراضا تعليمية . ويبدأ دور مدرسي اللغة عند النقطة التي ينتهي فيها دور علماء اللغة . ( أما وظيفة علم اللغة الوصفي ، فهي أساسا وضع الأسس والمعايير ، التي تقبل التطبيق على مادة اللغة كلها، وكذلك وصف اللغات كل على حدة بدقة . ومن الممكن أن نستخلص من هذه الدراسات الوصفية أسسا مفيدة ، ومناهج تساعد في تعليم اللغة وتعلمها ، إذا أريد توجيه الأعمال الوصفية للنفع بدقة وذكاء، ولكن مهمة عالم اللغة تنتهي بمجرد أن يقدم لنا بكل دقة أعماله الوصفية . وفيما وراء ذلك ، فإما أن يحوّل عالم اللغة الوصفي نفسه إلى معلـم لغة " وهو غالبا غير مؤهل لذلك " أو أن يترك الميدان لمعلم اللغة المؤهل ) .

وإذا كان عالم اللغة – كما سبق – يعمل دون أن يضع في اعتباره ، ما سيقوم به مدرس اللغة من عمل ، فإن مدرس اللغة لا يستطيع أداء عمله بفاعلية ، إذا لم يستعن بما يطرحه عالم اللغة من نظريات وآراء. ومن الصعب أن نتصور مدرسا يدرّس اللغة ، وهو بمعزل عن هذا العلم . وليس المطلوب – كما ذكرنا - أن يحيط مدرس اللغة بهذا العلم ، وأن يكون مختصا فيه ، فذلك ميدان له رجاله. ويكفي مدرس اللغة أن يكون على صلة وثيقة، بما يقدمه أولئك الرجال. ( … ومعلم اللغة – أكثر من غيره – بحاجة لمثل هذه المعرفة ، بحيث تتكون لديه خلفية قوية من اللغة وطبيعتها . هل يستطيع معلمو اللغة الأجنبية تدريسها – على سبيل المثال – بطريقة فعالة ، إذا لم يكونوا على دراية – ولو عامة – بشيء من العلاقة بين اللغة والمعرفة ، وأنظمة الكتابة ، والاتصال غير اللغوي ، وعلم اللغة الاجتماعي ، واكتساب اللغة الأولى ؟ والمعلمون – على كل حال – ليسوا مطالبين بأن يكونوا خبراء متخصصين في علم اللغة ، ولكنهم لا يستطيعون تدريس جزء ( لغة معينة ) دون أن يكون لديـهم تصور واضح عن الكل المتمثل بالظاهرة اللغوية ) .



--------------------------------------------------------------------------------

نعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في ضوء المناهج الحديثة ، د. مختار الطاهر حسين ص ص 116 - 117
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/Langue.Traduction
 
دور علم اللغة في تعليم اللغة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعليم اللغة العربية
» أكبر مكتبة فى الوسائل التعليمية فى تعليم اللغة العربية
» مؤتمر : "اللسانيات وتطوير تعليم اللغة العربية" جامعة قطر 2014م

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الترجمة لسان العالم  :: تعليمية الترجمة واللغات :: تعليمية اللغة العربية-
انتقل الى: