**********
9. تشومسكي (1986) السوسوري الجديد
في هذا الموقف العقلي، كان لتشومسكي(1986: 19) تعليق معتدل بأنه ’ في بنيوية سوسور... تـُركتْ فكرة الجملة بنوع من الإهمال ربما حتى يجري تكييفها داخل دراسة استعمال اللغة؛ وهو ما يمكن اعتباره إشارة بأن عبارات (1965-1972) كانت إساءة قراءة، وبأن كلامه المطاط في(1963-3) أقرب للصدق.( 17 )
لقد رأينا إساءات القراءة تستخدم لتسوغ المزاعم المبالغ بها في كل من القول بالقرابة بين تشومسكي و سوسور(1963) و القول بالاختلاف بينهما(1964-67). و السؤال المتبقي هو ما الذي ’ نزع دوافع ‘ إساءات القراءة في المرحلة الأخيرة، جاعلا ً وجهات النظر الأكثر توازنا ً و دقة لتشومسكي(1986) ممكنة ً؟
ما نزال قريبين جدا ً من التغييرات موضع البحث بما لا يتيح لنا أن نكون واثقين من أننا نحاكمها بدقة و نزاهة. و لكن الحقائق الآتية واضحة. إن رفض تشومسكي لسوسور الذي بدأ مع مقالات(1964) اعتمد في الأساس على فكرة البنية العميقة و البنية السطحية التي أ ُحسن الدفاع عنها بوساطة مجموعة قواعد تحويل ذات علاقة، و هي فكرة أعتقد تشومسكي أنها كانت منسجمة مع وجهات النظر اللسانية ’ للديكارتيين ‘، و لكن ليس مع تلك التي يقول بها البنيويين. و كانت إحدى التطورات المهمة في النحو التوليدي منذ الستينيات هي وضع قيود صارمة على التحويلات ( قـُـلـِصَت ْ في النظرية المسماة بنظرية التحكم و الربطgovernment-and-binding theory { و تختصر لاحقا إلى نظرية GB}إلى حركة واحدة هي حركة ألفا "α " ، مع النموذج كله، و النظرية المـُقـَيـِدة bounding theory، خاضعة للتحديدات على تطبيقها)[5]؛ و هي بالنتيجة نوع من عدم التوكيد على التقابل بين البنية العميقة و البنية السطحية، التي، في الحقيقة، أعيد صوغها إلى تمييز ذي ثلاث شعب. وهي البنية-D، و البنية-S، و البنية السطحية و ذلك منذ ظهور عمل تشومسكي(1980). لقد عُرضَ تاريخ هذه التغييرات و ما دفع إليها في كل من عمل نيوماير(1986: 145-69) و تشومسكي1979: 169-79). و النقطة الأساسية هي، على الرغم من أن أتباع نظريةGB يترفعون عن الإقرار بها، فإن النتيجة كانت، ليس عودة إلى، و لكن نكوصا ً في اتجاه، نوع ٍ من البنية’ السطحية الثابتة‘ التي جعلت ذات مرة من سوسور أستاذا ً لمفهوم في اللغة غير خصيبٍ و غير وافٍ تماما ً (تشومسكيc1964: 20).( 18)
إن الاختلافات بين تعليقات تشومسكي المبكرة و تلك الأكثر جدة فيما يخص نحاة Port-Royal هي اختلافات تنويرية بهذا الصدد. في العام 1964، زعم تشومسكي بأنه عثر على مكون ٍ مهم ٍ لنظريته موجود ٍ في نحوPort-Royal: ’ بالتحديد، نجد الملاحظة بأن المحتوى الدلالي لجملة ما ممثل فقط في بنية ٍ سطحية ٍ غير معبر عنها، مقامة ٍ على أساس سلاسل أولية ضمنية في كتاب النحو العام و العقل(1660)‘ لأصحاب هذه النحو ( تشومسكيc1964: 15).
و في العام 1986، حين أعيدت نسبة ’ المحتوى الدلالي‘( أعيد نعته بالشكل المنطقيLogical Form ) إلى البنية-S ، و هو المستوى الذي عنده تم تطبيق القواعد التحويلية( أعني شواهد من الحركة ألفا" α " ) ، تغيـّر بالنتيجة وصف نحوPort-Royal : إن نحو القرن السابع عشر Port-Royal و المنطق، مثلا ً ، يدمجان أدوات مشابهة ببنية العبارةphrase structure و بالقواعد التحويلية بهذا المعنى و يستعملانها لتفسير الخصائص الدلالية للجمل و لتطوير نظرية في الاستدلال‘( تشومسكي1986: 65). و يستبين المرء هنا تغيرا ً في النبرة أيضا ً: ف ’ الأدوات ‘ موضع البحث توصف بأنها مشابهة فحسب،أكثر من كونها( ضمنيا) متطابقة. و الاقتباس السابق يتكرر،على نحو ذي مغزى، في وصف للنظرية القياسية الموسعة{ نسخة من النحو التوليدي- التحويلي : المترجم}التي طال أمد هجرها، ثم يــُتبع بعرض للقيود التي يجب أن توضع على التحويلات.
و بإيجاز، هناك أدلة وافرة بأن تشومسكي- مثله في ذلك مثل بلومفيلد و سوسور و ربما أي لساني آخر- قد قام بعملية القراءة بناء على جدول أولوياته. و الكثير من وجوه تطوره العقلي موجود في مدوناته المتاحة للجمهور، و هي تشهد بأن عمله يقدم جزا ً استثنائيا ًمن الدليل الذي يبين كيف أن قراءات فرد ما تتغير بالتوازي مع التبدلات في أيديولوجيته. لقد تبنـّى تشومسكي سوسور بوصفه سلفا ً تاريخيا ً في لحظة مواتية و متسمة بالتسامح في السياق الزمني لعمله، مستشهدا ً بوجوه من الفكر السوسوري التي تنسجم مع ذلك العمل و متجاهلا ً تلك الوجوه التي لا تنسجم. ثم بعد ذلك بوقت ٍ قصير ٍ، و لعثوره على أسلاف ٍ مفضلين، نقض التوكيد على تلك الوجوه و أبعد نفسه تدريجيا ً عن سوسور. و الآن، قد أعطت التطورات ُ الإضافية للنظرية التوليدية تشومسكي الحرية ليعيد قراءة بعض الفضائل في وجهة نظر سوسور- و هي وجهة النظر التي حوفظ عليها في شكلها ’السابق لتشومسكي‘ في عدد من الجهات العلمية قليل إلى درجة أنه حتى أنصارها، في الأقل الحقيقيين منهم، قد مر ّ عليهم وقت طويل منذ أن توقفوا عن التصور بأنها قد تعود إلى الظهور يوما ً ما بوصفها تهديدا ً للنظرية التوليدية.
10.خاتمة
آخذين بنظر الاعتبار مدى تأثير سوسور، يمكن القول بأنه في نهاية المطاف هناك عدد من القراءات المهمة لـه يساوي عدد اللسانيين المهمين في هذا القرن. و بينما كانت المعالجات المفحوصة أثناء العمل في قراءات بلومفيلد و تشومسكي ( و كذلك أيضا ً في تلك المجوعات الكبيرة لقراء آخرين من الذين قد يختارون ؛ مثلا ً ( أنظر جوزيفc,b,a 1989) واسعة بصورة غير اعتيادية لأسباب جرت الإشارة إليها في القسم1 أعلاه، فإنها مع ذلك توسيعات في مشكلة(إساءة القراءة) الأساسية في كل مكان من فروع المعرفة و الدراسة، و بخاصة تلك الفروع التي جرى توجيهها نحو المجرد أكثر من العملي.
و ما دامت القضية هكذا، فإن المقال الحالي يجب أن يفكك نفسه: فقراءاتي لبلومفيلد و تشومسكي لم تـُقدم على أنها’ صادقة‘ بأي ضرب من المعنى الموضوعي. فهي قد صيغت في قالب محدد بوساطة جدول أولوياتي في تعيين مواضع القراءات الموجهة أيديولوجيا ً . و مع ذلك أعتقد، ربما بتفاؤل أكثر مما ينبغي، بأن إدراك المرء لميله الأيديولوجي يزيل في الأقل عائقا ً كبيرا ً تجاه وضوح الفكر. و في الوقت نفسه أدرك، ربما بتشاؤم أكثر مما ينبغي، بأن نشر هذا الفصل سيضمن أن تكون لـه إساءة القراءة خاصته: فبعض اللسانيين سيصرون على فهمه على أنه نقد سلبي لحقل اللسانيات و لتاريخه مهما كانت الكيفية المتحمسة التي أعبر بها عن احتجاجي على الضد من ذلك تماما ً. و لكن دعني أحاول للمرة الأخيرة بالقول: الفرع المعرفي يكون علميا ً بالقدر الذي يكون فيه قادرا ً على تبديد ما يكتنفه من أوهام. و ليس هناك من فرع معرفي قد بدد أو سوف يبدد كل أوهامه. و ما لم يكن المرء، بالاستناد إلى هذه الأرضية الفكرية، مستعدا ً للتوكيد بأنه لا فرع معرفي هو علم، إذن فاللسانيات هي بكل تأكيد مشروع علمي.
ملاحظات المؤلف:
أنا ممتن لكل من روبرت أوسترلتزCharles Austerlitz ، و تشارلس هوكيت Charles Hockett، و كونراد كوورنرKonrad Koerner، و رولون ويلزRulon Wells لتعليقاتهم المفيدة على الأقسام 2، 3، و 4 حين قدمتها للمرة الأولى بشكل مختلف في اجتماع في العام1987( أنظر جوزيف d1989)؛ و لنعوم تشومسكي لإعطائه معلومات ثمينة فيما يخص اهتمامه المبكر بسوسور( القسم 6)؛ و لفرانسيس فرانك دينينFr. Frank; Dinnen لبعض من ذكرياته المباشرة عن مؤتمر اللسانيات العالمي التاسع ( القسم 7)؛ و لتالبوت تايلورTalbot Taylor لانتقاداته المفيدة وللمساعدة العامة. و إن أية أخطاء في الحقائق أو في التفسير هي كليا ًمن مسؤوليتي.
1. هناك عدد من أنماط الشطط الأيديولوجي معروضة في الفقرات السابقة: مثلا ً ، القول بأن إساءات القراءة من المتعذر تجنبها، و هي خصبة، و موجهة أيديولوجيا ً؛ و بأن الكشف عنها يقوي أكثر من كونه يضعف حقل الدراسة اللسانية.
2. إنه ليس جَي. بي. واتسون ، ولكنه ألبيرت باول فايس(1879-1931) الذي غدت مدرسته النفسية السلوكية نموذج بلومفيلد. و يقرّ هاريس على نحو أصدق حول ذلك بأن ’ من الخطأ الاستدلال من الطريقة التي تجاهل بها كتاب بلومفيلد عن عمد سوسور بأن أفكار سوسور لم تترك أثرا ً اللسانيات الأكاديمية الأمريكية لفترة ما بين الحربين. حتى أن بلومفيلد نفسه قد اعترف لجاكوبسون بأن قراءة المحاضرات كانت حدثا ً من الأحداث الأكثر تأثيرا ً فيه.( دي ماورو1972: 371)’ (xiv-xiii).
3. فمثلا ً، يذكر دي ماورو(1972: 371-2): ’ بيد أن الإشارة الوحيدة إلى أسم سوسور في اللغة [ بلومفيلد 1933 ] تؤذن بابتداء غياب سوسور الثابت، و هي صفة مميزة في اللسانيات ما بعد بلومفيلد... و هو ما ترك خوفا عند من تابعوا تقليد بلومفيلد من الوقوع ثانية تحت تأثير النزعة العقلية دون الرجوع إلى السلوكيين و اللغة المحكية ‘ { بالفرنسية في الأصل}.
4. أستنتج بلومفيلد هذه الفقرة مع شيء ظاهري مما وراء التعليق؛ تظهر ملاحظاتي بين حاصرتين: ’ لا حاجة للتوكيد، بإن الشخص الذي يخوض غمار مسؤولية تدوين لغة غير معروفة [ كما فعل بلومفيلد، و لم يفعله سوسور] أو الشخص الذي يتحمل مسؤولية تدريس الناس لغة أجنبية[ بطريقة مماثلة كان ذلك أحد الهموم الأكثر مركزية بالنسبة لبلومفيلد أكثر منه لسوسور] يجب أن يمتلك معرفة بالصوتيات العامة[ كما لم يكن سوسور]، تماما ً مثلما يجب أن تكون لـديه البراعة [ كما تعرض ذلك وسائل بلومفيلد ببراعة!]، و الصبر، و كثير من الفضائل الأخرى؛ من حيث المبدأ[ و لكن ليس في الممارسة]، و مع ذلك فإن هذه الأشياء جميعا ً متكافئة القيمة، و هي لا تشكل جزءا ً من النظرية اللسانية.‘ و في ضوء ممارسة بلومفيلد لأكثر من خمسة و عشرين عاما ً القادمة، من العسير أن نفهم أنه كان يعني موافقة حقيقية هنا.
5. يستمر بلومفيلد في إعطاء شرح ٍ دقيق ٍ تماما ً للمفاهيمParole-langue-langag ؛ ثم يرتكب خطأين صغيرين: فهو يساوي بين مصطلح سوسور للسانيات التعاقبية، و هو linguistiqe diachronique مع مصطلح اللسانيات التاريخية في حين أن القصد الواضح للمحاضرات هو أن تضع الاثنين في تضاد( أنظر هاريس1987: 89)؛ ثم يصف ذلك بلغة ’ التغير في نظام اللغة la langue ‘، بينما عانت المحاضرات الكثير لتصحيح الفكرة القائلة بأن التغير هو من قبيل التزامن والاستبدال في الكلام la parole.
6. يـُعطى مسوغان إضافيان لهذا الموقف: (1)’ في مناقشة مشكلات أساسية معينة، من مثل مشكلة المعنى، التي ربما كانت المسلمات [ السلوكية] قد تطرقت لها، أعتاد اللسانيون على الاحتكام إلى علم النفس مباشرة ‘؛(2) ’ بين حين وآخر، و أمام بعض المشكلات المعقدة،يضع اللساني جانبا ً أدوات عمله التي طالما تم تجريبها، ليس ليزيد من حدتها أو ليحسنها، و لكن لكي يلجأ بدلا ً من ذلك، و مؤقتا ً، إلى تعويذات حول قيمتها التي لن يقبل بها أي ُ أثنين غير منحازين من المعالجين النفسيين بالسحر‘. و يبدو هذا كما لو كان هجوما ً على’ الفصول التمهيدية‘ للكتاب الذي يناقشه، حيث تـُحدد المبادئ العامة قبل تطبيقاتها- أو الأكثر صحة لا- تطبيقاتها، و التخلي عنها- إلى تحليل المعطيات. تلك التعاويذ التي تنسجم مع ما سيصنفه و يستبعده بوصفه’ نزعة عقلية‘ في العام1933.
7. في غضون ذلك، دعونا نلاحظ بأن التعقيد الإضافي الذي يراه في نظام سوسور زيادة على نظام أوجدن و ريتشاردز يكمن في ’ الصورة الصوتية‘acoustic image، وهي ربما لا تقع حقيقة ً في أي ٍ من ’ الفكرة أو المشار إليه‘، الذين تشترك معهما بخصيصة كونها عقلية بكل معنى الكلمة، أو ’رمزهما‘ ، الذي تشترك معه في صفة اللسانيةlinguisticness.
8. حتى نكون دقيقين، فإن المناقشة الثانية ليست وثيقة الصلة بالموضوع ، لأنها تنطبق على تحول تعاقبي ، وهو أمر أصرت المحاضرات على أنه لا يحدث داخل المفهومlangue بل داخل المفهوم parole.
9. فقط في الكتب المحتوية على إشارة لسوسور غير تلك التي نوقشت في هذا الفصل ، يـَنبذ تشومسكي، على أنه’ مضحك دونما قصد‘ الاتهام الذي أطلقه هاريس(1983) القائل بأن ’ عملية الأمثلة المعيارية‘standard idealization ( التي ينسبها إلى كل من سوسور-بلومفيلد- تشومسكي) تعكس" مفهوما ً فاشيا ً fascist للغة إذا ما كان هنالك يوما ً ما مفهوم من هذا النوع " ، مفهوما ً يتناول المجتمع الكلامي" المثالي " بوصفه مجتمعا ً " متجانسا ً كليا ً" ‘ ( تشومسكي1986:n 47). و لكن راجع كراولي و كاميرون في هذا المجلد.
10. النسختان الأقدم من تشومسكي(c1964) تظهران اختلافات ٍ أسلوبية ً ثانوية ً في الفقرة المقتبسة (a1964: 922، b1964: 60).
11. في الفقرة المماثلة في كتابات تشومسكي(a1964: 923) و (b1964: 61-2) تحذف كلمة ’full‘ في الجملة الأولى.
12. يصف تشومسكي(1986: 5) مثل هذا التقدم بأنه ’ ظاهرة صحية تشير إلى أن الحقل العلمي حيّ، برغم أنـه في بعض الأحيان، و بشكل عرضي، يعدّ نقصا ً خطيرا ً، و علامة على أن شيئا ً ما مغلوط فيه مع المنهج الأساسي‘ ( أنظر أيضا ً تشومسكي1979: 175-6). و قد يقال الشيء نفسه تماما ً بصدد آراءه المتعلقة بسوسور.
13. صادف أيضا ً أن هاتين كانتا اثنتين من خصائص اللغة اللتين لم يقدم تشومسكي إسهاما ً مباشرا ً قط في دراستهما، برغم أن أفكاره كان لها أثر كبير على البحث التعاقبي و أثر جدير بالاعتبار على اللسانيات الاجتماعية.
14. يشكك كوورنر (1988) في دقة مطابقة تشومسكي لوجهة نظر همبولدت مع وجهة نظره الخاصة.
15. من أجل أن نورد عبارة واحدة فقط قالها سوسور من المادة المصدر للمحاضرات:’ إنه في علم التراكيب استثناء ً كيف يمكن إظهار تردد ثابت لما يكون معطى من معطيات اللغة و ما هو متروك للفرد. وعدم وضع حدود بين الاحتمالين قول عسير‘{ بالفرنسية في الأصل}.
16. فيما يتعلق بتأثير وتني على سوسور، أنظر جوزيف(1988).
17. كما علـّق َ تشومسكي (1986: 5) فيما يخص تطور النظرية التوليدية، ’ كان هناك الكثير من الأمور و الاختلافات في الآراء، و غالبا ً ما كان هناك ارتداد إلى أفكار كانت قد هجرت و قد أعيد تنظيمها و بناؤها مجددا ً و في ضوء مختلف‘ ( أنظر أيضا ً تشومسكي1979: 176).
18. خلال مرحلة تحجيم قوة المكون التحويلي، و ما أعقب ذلك، كان تشومسكي يصرّ على أن حذف المكون ليس أمرا َ مرغوبا ً فيه. و من المؤكد أنه استمر في لعب دور أساسي عمليا ً في كل قالب من قوالب نظرية التحكم و الربط GB. و النقطة المهمة في مناظرتي هي ببساطة الحقيقة غير القابلة للجدل بأن هذا المكون قد جرى تحجيم عظيم في قوته و في العمل المنجز، و بهذا المعنى فإنه نسبيا ً أقل أهمية داخل مخطط النموذج الشامل بالمقارنة مع نموذج الستينيات. و فيما يتجاوز هذا، يمكن اعتبار النجاح المهم لنموذج التحويل الحرtransformation-free model في النحو الذي جرى تعميمه لتركيب العباراتGeneralized Phrase Structure Grammar على أنه دليل إضافي على الاحتكام المتناقص لذلك المكون إلى المجتمع اللساني الطليق.
*******