SADOUN Admin
عدد المساهمات : 1177 تاريخ التسجيل : 03/04/2009 العمر : 37
| موضوع: اللغة واتساع الحضارة الإثنين 3 أكتوبر 2011 - 21:04 | |
| اللغة واتساع الحضارة لا بد للغة من أن تواكب اتساع الحضارة ، لأنها هي الوعاء الذي يشتمل على ما يدخل في اللغة من مفردات جديدة ، ويبدوا أنها اتخذت في مبدأ ألأمر طريق الترجمة العلمية أيام خالد بن يزيد بن معاوية ، وذلك أنه كان مغرما بالكيمياء ثم تلاه سالم مولى هشام بن عبد الملك فترجم كتاب رسائل أرسطو إلى الأسكندر ، وترجم ديوان المحاسبة في تلك الفترة ، ومن الملاحظ أن الترجمة كانت فردية أو شبه فردية أيام الأمويين. وقد بقيت على هذا النسق حتى جاء العصر العباسي فانفتحت الأبواب على مصاريعها للترجمة، فتدفقت كما يتدفق النهر العظيم ، وقد شملت الترجمة والهندسة وعلم الفلسفة والهندسة والطب وعلم الاجتماع و الجغرافيا ، كما نجد كذلك فيما نقل من كتب ارسطو وكتاب كليلة ودمنة وكتاب المجسطي ، إلى غير ذلك من الكتب لتي لا تحصى، ولق تتبع كثير من الباحثين مسيرة الترجمة ، ودرسوا أسبابها ، ولعل محمد بن اسحق المعروف بابن النديم ، صاحب كتاب الفهرست المشهور ، أول من قام بذلك ثم نهج العلماء هذا النهج ، وتحدثوا عن ذلك أحاديث مفصلة وليس من قصنا الآن أن نفصل الحديث عن سبب النقل ، وحيث أن اتساع الحضارة ابد له من اتساع اللغة ، والذي يهمنا الآن هو أن نتذكر بأن هذه الترجمة الواسعة لا يمكن أن تتم لو لم تكن اللغة العربية لغة تملك من الغنى والقوة ما لا يملكه إلا القليل من اللغات . عظمة اللغة العربية : قول المرحوم الدكتور أحمد أمين : (( في الحق أن اللغة الغربية أرقى اللغات السامية كما يقر دارسو تلك اللغات ، فلا تعادلها اللغة الآرامية ولا العبرية ولا غيرها من الفرع السامي ، وهي كذلك أرقى لغات العالم ، فهي تمتاز عن للغات الآرية بثرة مرونتها وسعة اشتقاقها ، فإذا قيس ما اشتق من كلمة عربية من صيغ متعددة لكل صيغة دلالة على معنى خاص بما يقابلها من كلمة إفرنجية وما يشتق منها ـ كانت اللغة لعربية في ذلك غالبا أفر غنى .)). ( ضحى الإسلام ، ج 1 ، ص 289 ). واللغة كسائر الكائنات الحية لا يمكن أن ترقى وحدها ، وإنما ترقى حين يعنى بها أصحابها فيبذلون في سبيلها ما ينبغي أن يبذل من جهد وطاقة، وهذا البذل لا يمكن أن يقم به إلا العلماء الذين يعرفون ما تعنيه اللغة من مكانة ، هي في الواقع ركن من أركان حياة الأمة لأنها هي المرآة التي ينعكس فيها ما توصل إليه أفرادها من مستوى اجتماعي واقتصادي وعلمي وفكري وسياسي ، فنحن إذا أردنا أن نعرف مستوى أي أمة ، فإن أول ما ينبغي أن نفعله هو أن ننظر في مفردات لغته ، فإنناـ إذا فعلا ذلك ـ سنجد في معاني تلك المفردات صرة متكاملة للمستوى الحضاري لتلك الأمة .
| |
|