الترجمة لسان العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل تحملُ حروفُ المُعجَمِ المُفْرَدةُ دلالة في ذاتِها ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
SADOUN
Admin
Admin
SADOUN


انثى الجدي عدد المساهمات : 1177
تاريخ التسجيل : 03/04/2009
العمر : 37

هل تحملُ حروفُ المُعجَمِ المُفْرَدةُ دلالة في ذاتِها ؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل تحملُ حروفُ المُعجَمِ المُفْرَدةُ دلالة في ذاتِها ؟   هل تحملُ حروفُ المُعجَمِ المُفْرَدةُ دلالة في ذاتِها ؟ Emptyالسبت 18 أبريل 2009 - 18:16




هل تحملُ حروفُ المُعجَمِ المُفْرَدةُ دلالة في ذاتِها ؟
***************************************

حروف المعجَم في ذاتِها ، تتركّب منها الكلماتُ
ولكنّ هناك مذهَباً يذهَب إلى أنّ الأصواتَ المنفردة لَها دلالة فطريّة
كدلالة الفَرَح والألم والغضب والخوفِ ...
وقد عثرْتُ على كلامٍ جميلٍ للأستاذ محمود شاكِر رحمه الله ، ذكَرَه في مقالَةٍ لَه ، عنوانُها :

« عِلْم مَعاني أصواتِ الحروف، سرّمن أسرارِ العربيّة،
نرجوأن نصلَ إلى حقيقتِه في السليقةِ العربيّة»

و نُشِرَ المَقال بكتابِ "جَمْهرَة مَقالات الأستاذ محمود شاكِر
جمع وتقديم: د. عادِل سُليْمان جَمال
نشر مكتبة الخانجي، القاهِرَة، الشركة الدوليّة للطّباعَة، 2003م
ج2، ص717-724

والجديدُ في الأمرِ أنّ الأستاذ محمود شاكِر رحمه الله ربَط بين الصّوتِ المفرَد
وما يحتملُه من معنى فطريّ ، وسأختصرُ بعض كلامِه المُفيد، ههنا اختصاراً
تعميماً للفائدَة :

« لا شكّ أن اللغة العربية من أدق اللغات احتفاظا بالمعاني الفِطريّة للحروف ،
أي بحركة الإنسان الأول في الإشارة إلى المعاني ؛ ذلك أن كثيرا من الحروف
لها دلالة في ذاتها قبل أن تقترن بغيرها من الحروف ؛ فمن ذلك دلالات النداء
والتعجب و التأوّه والأنين و الإشارة و التنبيه و غير ذلك من المعاني التي تدعو إليها
معاناة الحياة الفطرية الأولى ؛ فالنداء يعتمد على أصوات الحلق المقذوفة من الجوف
مُطلَقَةً في الهواء لتبلُغَ بالصوت أقصى ما يُطيقه تدافُع النّفَس ، و كذلك الإشارةُ و التّنبيه
يتطلَّبان من صاحِبَيهِما إرسال الصوت خارجا من الحلق إلى المُشار إليه أو المُنبَّه ،
و هكذا في أكثر الحروف المجرَّدة: فالهمزة الممدودة هي الصدى الصوتي
الذي يراد به التنبيه و الإشارة و النداء، وحروف النداء تعتمد على الهمزة ،
أما الياء الممدودة فهي تسهيل لمجرى الهمزة و تليين لها، و تأتي الهمزة
للدلالة على الاستفهام و التعجُّبِ من طريق الاستفهام، و تثبُتُ الهمزة في أول التعجب
كقولِك : "ما أكرمه" و "هو أكرم من فلان" ، و يشترك مع الهمزةِ حرفُ الهاء،
و احتفظت العربيّةُ بالهمزة في أكثر حروف الاستفهام نحو أين و أنّى .
و أما الهاء فأكثر مَوْرِدها على التنبيه و الدلالة و الإشارة ، مثلما وقعت
في أسماء الإشارة "هذا وهذه وهؤلاء" و ما كان نحوَهنّ ، و في ضمائر الرفع المنفصلة
التي تدلّ على الغيبة نحو "هو وهي وهما و هم و هنّ" ، التي فيها معنى
الإشارة إلى الغائبين .

هذا ، و قد ذكر العلماء و الباحثون لكل جمهور من حروف العربية مجرىً ودرباً
تتفرع منه شُعَبُه و يسهل معه الإبانة عن الأصوات و حكايتها و أسمائها،
التي جعلتها اللغةُ لها في أعمال الإنسان و الحيوان و الجماد .
و إذا توالت الأصوات، مع ما في كلّ صوت من معنى فِطريّ غُفْلٍ ساذَج نشأ معه
بغير صنعة، أعطت سِياقاً صوتيا مركَّبا ذا دلالة مركَّبة،

و للأصوات و الحروفِ حرارة و توهّجٌ يضيء المعنى المراد ؛ فكانت كل كلمة
بما تتألف به من أصوات، مُناسِبةً لصورتها الذّهنيّة؛ فما كان يستلذّه السّمعُ و يستميلُ النّفْسَ
فحظّه من الأصوات الرّقّة و العذوبة، وما كان يُخيفها و يُزعجها فحظّه من الأصوات الشّدّة،
و هذا التّناسب الصّوتي بين اللّفظ والمعنى وسيلة سياقية من وسائل تنبيه مشاعر الإنسان الباطنة
و استثارة المعاني النفسية المناسِبة للموقف الخارجي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
انظر المقالَ مفصّلاً في :
"جَمْهرَة مَقالات الأستاذ محمود شاكِر
جمع وتقديم: د. عادِل سُليْمان جَمال
نشر مكتبة الخانجي، القاهِرَة، الشركة الدوليّة للطّباعَة، 2003م
ج2، ص717-724

وانظر أيْضاً :
منهج السّياق في فَهم النّصّ
د.عبد الرحمن بودرع
كتاب الأمة، أوقاف قطر
ع: 111، المحرّم 1427هـ
ص:85.....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/Langue.Traduction
 
هل تحملُ حروفُ المُعجَمِ المُفْرَدةُ دلالة في ذاتِها ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ندوة علمية بعنوان: " الحداثة دلالة ومشروع" الرباط

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الترجمة لسان العالم  :: الترجمة واللسانيات :: اللسانيــــات واللغــات الأجنبيـة-
انتقل الى: