darine عضو نشيط
عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 11/04/2009
| موضوع: سس اللغة القانونية الإنكليزية الأربعاء 7 أكتوبر 2009 - 17:32 | |
|
أسس اللغة القانونية الإنكليزية يصعُب سبر طبيعة اللغة القانونية من غير الرجوع إلى تاريخها كما لا يوجد جواب واحد على سؤال "كيف تطورت اللغة القانونية، وأصبحت على ما هي عليه اليوم؟". وبما أن أغلب الأجوبة يكمن في تلك الأحداث التاريخية التي تركت بصمتها على اللغة القانونية الإنكليزية، فإننا نورد نظرة موجزة عن الخلفية التاريخية للغة القانونية الإنكليزية وتطورها إلى صيغتها الراهنة.
فمثلما لم تُخلف لغة السلت البريطانيين أثرًا يُذكر، لم تُفرز قوانينهم أي أثر في القانوني الإنكليزي. فقد طوَّر هؤلاء الغزاة الجرمان الناطقون بالإنكلوسكسونية أو الإنكليزية القديمة لغة قانونية لا تزال بعض شذراتها قائمة حتى الآن كما نجدها في مصطلحات من قبيل: "bequeath," "theft," "guilt," "land.". وتشير الوثائق الإنكلوسكسونية إلى أن الجرمان استخدموا الجناس الاستهلالي عند صياغة لغتهم القانونية استخداما مستفيضا، وصلنا منها مثلا تعبيري "aid and abet," "any and all,"، وغيرهما.
وإضافة إلى الجناس الاستهلالي، تتميز الوثائق القانونية الإنكلوسكسونية بخصيصة أسلوبية مهمة هي الموازاة اللفظية. فحتى اليوم، لا يزال شهود المحكمة يقسمون علىthe truth, the whole truth, and nothing but the truth (نفس المصدر: 15)
وقد أثَّر انتشار المسيحية عام 597 ميلادية وتشجيع الكنيسة استخدام اللاتينية تأثيرًا واضحًا في لغة إنكلترا وقوانينها حيث ساهمت الكنيسة الكاثوليكية في ترسيخ اللغة اللاتينية داخل المجتمع الإنكليزي، فتوسع تأثيرها ليطال قضايا قانونية مختلفة، خاصة القانون الكنسي الذي كان ينظم القضايا الدينية من قبيل الزواج والأسرة. ومن ثمة، أفرز استخدام اللاتينية مصطلحات مثل "client," "admit," and "mediate".
وبعد الاجتياح النورماندي لإنكلترا عام 1080 واستيلاء دوق نورماندي على العرش الإنكليزي، حلًّت اللاتينية محل الإنكليزية. وفي بداية عام 1310، أصبحت الفرنسية لغة القانون. وبعد مرور قرنين تقريبا على الاجتياح الفرنسي، بدأ العمل بها في المرافعات الشفهية أمام المحاكم الملكية. واستمر الوضع كذلك قرنين من الزمان تقريبا. بيد أنه في عام 1417، عمد الملك هنري الخامس في حربه ضد الفرنسيين إلى قطع جميع العلاقات اللغوية مع النورمانديين، وأمر بأن يُكتب الكثير من الوثائق الرسمية باللغة الإنكليزية.
وعلى الرغم من توسع نطاق الفرنسية، ظلت اللاتينية لغة قانونية مهمة في إنكلترا، وخاصة في صيغتها الكتابية. وظلت الأحكام تُحرر باللاتينية لفترة طويلة؛ وهذا ما يفسر أن الكثير من الأحكام لا يزال يحمل مصطلحات لاتينية. ثم إن استخدام القضاة للغة اللاتينية وتكرارهم لهذه المصطلحات القانونية في كل فترة وحين أضفى عليها طابع القِدم، ورفع شأوها.
وعلاوة على ذلك، تعكس هذه المصطلحات ذاتها تقليدًا شفهيًا جعل مختلف اللوائح والنظم القانونية تأخذ طابع القول المأثور المسجوع والمقفى، وسهل بالتالي حفظها (نفس المصدر: 26).
تظهر بين الفينة والأخرى بعض السمات الشعرية في اللغة القانونية الإنكليزية، ولو أن بعض المصطلحات الخاصة بأطراف الدعوى وبعض القضايا القانونية لم تتغير كثيرًا حيث لا يزال يطلق مصطلح "Rex or Regina" على القضايا الجنائية التي تبث فيها المحاكم الملكية (نفس المصدر: 27).
وعندما أضحت الإنكلوفرنسية لغة ميتة، أصبحت الفرنسية، لغة المحامين والقضاة، لغة حصرية على المهن القانونية، ولم يكن لجمهور المتقاضين أو الجمهور أن يفهماها. كما حوت اللغة القانونية الفرنسية هذه الكثير من المصطلحات الذي ليس له مقابل في اللغة الإنكليزية.
ولا يزال العديد من المصطلحات الفرنسية قائما في اللغة القانونية الإنكليزية مثل "accounts payable/receivable," "attorney general," "court martial.". . ولعل أشد المصطلحات الفرنسية تأثيرا ذلك العدد الهائل من المصطلحات التقنية المشتق من الفرنسية بما فيها الكثير من المفردات البسيطة في النظام القانوني الإنكليزي مثل "agreement," "arrest," "estate," "fee simple," "bailiff," "council," "plaintiff," and "plea." . وعلى غرار ما كان عليه الوضع إبان النفوذ الإنكلوسكسوني، كثرت العبارات التي تحوي لفظين متقابلين يحملان المعنى نفسه، ويتميزان بجناس استهلالي من قبيل "to have and to hold,"، وهي الخصيصة التي دخلت اللغة القانونية الفرنسية فيما بعد، يُربط بموجبها لفظان أحدهما إنكليزي ومقابله الفرنسي تبسيطًا على الجمهور الذي لم يكن يتحدث أكثر من لغة واحدة. وعليه، جاءت مصطلحات مثل "acknowledge and confess," "had and received," "will and testament," "fit and proper.".
ومن هنا نرى أن فقهاء اللغة القانونية اعتمدوا في القرون الوسطى على استخدام ثلاث لغات مختلفة. وابتداءً من القرن السابع عشر، بدأت الفرنسية واللاتينية القانونيتين تتراجعان تدريجيا حيث قضى البرلمان في عام 1731 بعدم استخدام اللاتينية والفرنسية في الإجراءات القانونية، لكن ترجمة الكثير من المصطلحات الفرنسية واللاتينية إلى الإنكليزية انطوت على صعوبات جمة. فتقرر على إثر ذلك الاحتفاظ بأسماء الأحكام والألفاظ التقنية في اللغة الإنكليزية (نفس المصدر: 36)، وظل تقليد استخدام لغة قانونية تخضع لطقوس محددة مسألة هامة. كما صبَّ فقهاء القانون غاية اهتمامهم على دقة المصطلحات المرتبطة بالسلطات القانونية. وأصبح من المستهجن إعادة صياغة النصوص المرجعية وإعطائها صبغة شخصية، واعتُبر ذلك سلوكًا خطيرًا، إنْ لم يكن تمردًا (نفس المصدر: 39) إلى درجة أن العبارات القانونية التي ترد في النصوص المرجعية تَرَسَّخت واستقلت بذاتها، ولم تعد قابلة للتغيير حتى ولو تغيرت الظروف الخارجية، وتمسك المحامون باستخدامها ولم يأبهوا إن استغلقت على الجمهور. فحين تستغلق لغة القانون وانحصر فهم نصوصها على المتمرس وحده، يضطر الجمهور إلى خدمات خبير قانوني.
جميع هذه التطورات التاريخية أفرزت لغة قانونية إنكليزية مستغلقة تضع تحديات معتبرة على طريق الترجمة إلى لغات أخرى | |
|
lissan Admin
عدد المساهمات : 52 تاريخ التسجيل : 11/04/2009 العمر : 44
| موضوع: رد: سس اللغة القانونية الإنكليزية الخميس 15 أكتوبر 2009 - 18:50 | |
| Merci bcp Darine très bien | |
|