الترجمة لسان العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العلوم والترجمة في العصر الأموي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
lissan
Admin
Admin



انثى الجدي عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2009
العمر : 44

العلوم والترجمة في العصر الأموي  Empty
مُساهمةموضوع: العلوم والترجمة في العصر الأموي    العلوم والترجمة في العصر الأموي  Emptyالأربعاء 22 سبتمبر 2010 - 21:57

العلوم والترجمة في العصر الأموي






العلوم والترجمة في العصر الأموي  15042_image002و
رثت الدولة الأموية علوم الأعاجم من الفرس والروم بعد انهيار دولتهم، وكان لا بد -للإفادة من ذلك التراث- من ترجمته ونقله إلى العربية بعد أن غدا "تراثًا تقليديًّا تداولته أيدي الشارحين والمحترفين ممن أجادوا اليونانية أو السريانية".


وقد كان بعض هذه الترجمات حافزًا على الاهتمام بالعلوم التجريبية وربما كان العكس صحيحًا أحيانًا. ومعلوم أن كل ذلك يحتاج إلى جهد كبير تعجز عنه إمكانات الأفراد العاديين؛ ولذا فقد وقف الأمويون يشجعون على ذلك حتى تحققت أعمال جيدة على نحو ما نرى.


فقد كان معاويةسبَّاقًا إلى رعاية العلوم وأهلها فأنشأ بيتًا للحكمة "أي مركز للبحث" ومكتبة، واستمر المروانيون يُعْنَون بهذا البيت حتى في أسفارهم وحروبهم، يسألون عنه ويهتمون به.


كما بنى الأمويون مرصدًا في دمشق، والمراصد تدل على قوس عريض في العلم لما تقتضيه من أدوات وتقنية، ومن خبرة ومن علم.

علم الطب في العصر الأموي


لقد بذل الأمويون مجهودًا عظيمًا في نشر الإسلام، فوصلت فتوحاتهم إلى الصين شرقًا وإلى شواطيء المحيط الأطلسي غربًا، وبفضلهم استعملت جميع البلدان المفتوحة اللغة العربية كلغة رسمية، كما حافظ الأمويون على المؤسسات العلمية في البلدان المفتوحة، وبقيت كما كانت قبل الفتح الإسلامي؛ لذا استمر العطاء العلمي في جميع المجالات، مما دفع طلاب العلم من البلاد العربية إلى أن ينضموا إلى هذه المؤسسات العلمية لكي يتعلموا العلوم التجريبية باختلاف أنواعها وفي مقدمتها علم الطب.


يقول محمد زهير البابا في كتابه (تاريخ وتشريع وآداب الصيدلة): "اتسعت رقعة الدولة الإسلامية زمن الحكم الأموي كثيرًا، وكان العرب على درجة عالية من الوعي، فلم يمسوا المؤسسات العلمية والدينية التي كانت قائمة في البلاد المفتوحة بأي سوء، لهذا تابعت مدرسة جنديسابور رسالتها في نشر العلم زمن الخلافة الأموية، وانطلق منها العلماء وخاصة الأطباء إلى دمشق بِناءً على دعوة الخلفاء والأمراء أو طلبًا للرزق، وقد قام بعضهم إلى جانب ممارسة المهنة بترجمة بعض الكتب من اللغة السريانية، وهي لغة العلم في ذلك الوقت إلى اللغة العربية، وهي لغة الدولة).


بقي الطب العربي والإسلامي في أول فترة الحكم الأموي معتمًدا على إرشادات الرسولوعلى الأعشاب والنباتات الطبية، والكي، والفصد، والحجامة، والختانة، وبعض العمليات الجراحية البسيطة، ولكن سرعان ما بدأ أطباء العرب والمسلمين يتعرفون على الطب اليوناني عبر مدرسة الإسكندرية ومدرسة جنديسابور، ومن هنا اتجه الأطباء الأمويون إلى ترجمة الكتب الطبية إلى اللغة العربية، وكان أول نقل في الإسلام من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية على يد حكيم بني أمية الأمير خالد بن يزيد المتوفى سنة 85هـ.


ويقول كمال السامرائي في كتابه (مختصر تاريخ الطب العربي) -الجزء الأول- يعتبر العصر الأموي بداية التفاتة العرب على المستوى الحكومي إلى دراسة العلوم الدنيوية التي كانت تزخر بها البلاد التي افتتحوها وخضعت لحكمهم، منها الطب، وخصوصًا تلك التي كانت تنطق باللغة اليونانية، وكانت الإسكندرية وأنطاكية وجنديسابور مراكز ثقافية في العلوم عامة وفي الطب خاصة، فاعتمد خلفاء هذا العصر على الأطباء الروم في هذه المدن، فكانوا بذلك أول الحكام العرب الذين أدخلوا الأطباء الأعاجم إلى حاشيتهم، ولما لمس الشباب ما يكسبه الإنسان المزود بالثقافة والصناعة الطبية تطلعوا إلى اقتناء تلك المعارف والارتحال إلى مراكزها للتزود منها.


ويعتبر أعظم ما حدث في العصر الأموي من الناحية الحضارية هو ترجمة بعض الكتب اليونانية إلى اللغة العربية، إذ فتحت هذه الحركة نافذةً أَشْرَفَ منها العلماء العرب لأول مرة على ما لدى اليونانيين من معارف لم تكن بعدُ في أفكارهم".


كانت المستشفيات معروفة منذ الأزل، ولكن يُزْعَمُ أن الخليفة معاوية بن أبي سفيانأول من أقام مستشفى نظاميًا في الإسلام ثم تبعه الوليد بن عبد الملك المتوفى سنة 96هـ، فطَوَّر في نوعية المستشفيات، فبنى سنة 88هـ مستشفى نموذجيًّا زوده بالطعام والأدوية والملابس وعَمَّره بالأطباء والصيادلة، وقد احتُرِمَت في هذا المستشفى الأخلاق الإسلامية، حيث كان فيه جناحان: أحدهما للرجال والآخر للنساء، وألحق بهذا المستشفى النموذجي صيدلية تحتوي على مختلف أنواع الأدوية من الشراب والمعاجين. والجدير بالذكر أن بعض المؤرخين للعلوم العلمية يعتبرون أن أول من بنى في الإسلام مستشفى هو الخليفة الوليد بن عبد الملك ونميل إلى هذا الاعتبار، وهناك بعض المستشفيات التي نالت شهرة عظيمة في العصر الأموي هي: البيمارستان الصغير بدمشق، وبيمارستان الوليد بن عبد الملك بدمشق، وبيمارستان زقاق القناديل بمصر.


وفي العصر الأموي برزت بعض الشخصيات العربية في ميدان علم الطب، ولكنهم لم يتركوا آثارهم مكتوبة حتى نتمكن من معرفة أسمائهم، ولكن الواضح أن عائلة أبي الحكم الدمشقي كانت المسيطرة على مهنة الطب في العصر الأموي، لأنهم توارثوها، وكان في مقدمتهم أبو الحكم الدمشقي الذي استطبه الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيانومن الأطباء العرب والمسلمين المعروفين في العصر الأموي على سبيل المثال لا الحصر:


- الأمير خالد بن يزيد بن معاوية الذي تلقى الطب على يد أستاذه الكبير مريانوس الذي استقدمه من مدرسة الإسكندرية.


- ابن آثال: اختاره معاويةطبيبًا خاصًّا به، حيث كان خبيرًا بالعقاقير، كما كان يدين بالنصرانية يومئذ.


- تياذوق: من الأطباء الذين اشتهروا بقوة الرأي في مجال الطب، وقد كان قريبًا من الحجاج بن يوسف الثقفي.


- زينب طبيبة بني أود: وهي طبيبة عارفة بالأعمال الطبية، ولها خبرة عظيمة في أمراض العيون.


- عبد الملك بن أبجر الكناني: كان أستاذًا بمدرسة الإسكندرية، له باع طويل في علم الطب، استطبه الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله، واعتنق الإسلام على يده.


- بدارقس: كان طبيبًا روميًّا، نال سمعة مرموقة بين زملائه في حقل الجراحة العامة.


- أحمد بن إبراهيم: له مكانة عالية في حقل الطب وكان طبيب الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك.


وخلاصة القول: يتضح للقارئ أن الأمويين ركزوا جهدهم للفتوحات، وتوسيع رقعة مملكتهم الإسلامية، ونشر اللغة العربية بين سكان البلدان المفتوحة، ولكنهم لم يهملوا العلوم العلمية، بل قاموا بجمع المخطوطات اليونانية وتحقيقها وترجمتها إلى اللغة العربية؛ لذا صارت اللغة العربية في العصر العباسي لغة العلوم والفنون، ولا شك أن للأمويين اليد الطولى في إيصال العرب والمسلمين إلى مكانة مرموقة في الحضارة العربية الإسلامية.


والحقيقة أن معلومات أطباء العرب والمسلمين في العصر الأموي كانت محصورة في الحفاظ على الصحة، ومنهج الوقاية من الأمراض الوبائية، وعمل بعض العمليات الجراحية البسيطة، ولكنهم وصلوا بكل نجاح إلى التراث اليوناني عن طريق مصادره المعروفة وهي: كل من مدرسة الإسكندرية ومدرسة جنديسابور، ومدارس الحيرة وأنطاكية وغيرها، وبدءوا حركة الترجمة على يد الأمير خالد بن يزيد بن معاوية، فصار جهابذة الفكر في علم الطب يأتون إلى دمشق عاصمة الخلافة الأموية من كل حدب وصوب، للقيام بعمل الترجمة من اللغات المختلفة وتنوعت الاجتهادات وانطلقت الحركة الفكرية العلمية التي طورها وعززها بنو العباس في البلاد العربية والإسلامية.

الترجمة


يشير بعض المؤرخين إلى دور ابن أثال النصراني طبيب معاويةفي نقل بعض معارف الطب إلى العربية، وكان يحيى الدمشقي النصراني من علماء دينه والقادرين على الترجمة إلى العربية، وكان صديقًا ليزيد بن معاوية، واتسع له حلم الخليفة ووزرائه حتى ألف عدة مؤلفات في العقيدة المسيحية والدفاع عنها، وفي التاريخ والفلسفة والخطابة والشعر، منها كتاب لإرشاد النصارى في جدالهم مع المسلمين، وكانت بعض مناقشاته تحدث في مجلس الخليفة نفسه.


على أن بداية الجهود الحقيقية في الترجمة بدأت مع خالد بن يزيد بن معاوية حكيم بني أمية، وقد تتلمذ للراهب الرومي مريانوس وتعلم منه صنعة الطب والكيمياء، وله ثلاث رسائل في الصنعة، ذكر في إحداها ما كان بينه وبين مريانوس، وكيف تعلم منه الرموز التي أشار إليها، ويعتبر خالد بن يزيد أول من عُنِيَ بنقل الطب والكيمياء إلى العربية، فقد أمر بإحضار جماعة من اليونانيين ممن درسوا بمدرسة الإسكندرية في مصر، وتفصحوا العربية كذلك، فطلب منهم نقل كثير من الكتب من اللسان اليوناني والقبطي إلى اللسان العربي. وكان هذا أول نقل في الإسلام كما طلب منهم أن يترجموا كتب جالينوس في الطب، فوضع بذلك أساس العلوم الطبية، وهو أول من أعطى المترجمين والفلاسفة وقرَّب أهل الحكمة ورؤساء أهل كل صناعة، وتُرجمت له كتبُ النجوم والطب والكيمياء والحروب والآلات والصناعات، وهو أول من جمعت له الكتب وجعلها في خزانة الإسلام.. ففي دمشق إذًا أنشئت أول دار للكتب في العالم العربي.


وفي عهد مروان بن الحكم ترجم طبيب يهودي فارسي الأصل اسمه ماسرجويه كتابًا في الطب عن السريانية، وكان قد ألفه باليونانية راهب نصراني في الإسكندرية يدعى أهرون.


أما عبد الملك بن مروان فقد قام بأعظم هذه الأعمال جميعها في الترجمة وأكثرها خطرًا وأثرًا حين أمر بتعريب الدواوين؛ ففتح للعربية بابًاً واسعًا للانتشار والثراء، وفي عهد عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- أمر الخليفة بنقل معاهد الطب من الإسكندرية إلى أنطاكية وحرَّان، وأشار عمر على بعض الروم الذين كانوا في قصره، وكانوا يعرفون العربية أن يترجموا له بعض كتب اليونان، فترجموا له كتابًا في الطب أخرجه للناس بعد أن استخار الله أربعين يومًا.


وكان الخليفة هشام بن عبد الملك شغوفًا بالإطلاع على الآثار الأدبية الخاصة بالأمم الأخرى، فقد أمر بترجمة كتاب عن تاريخ فارس يحتوي على صور الأكاسرة الذين ورد ذكرهم فيه، وذلك سنة 113هـ، ويخبرنا المسعودي أنه رأى هذا الكتاب سنة 303هـ في إصطخر، وتسرب هذا الشغف إلى المحيطين بالخليفة، فترجم سالم مولاه بعض كتب أرسطو إلى العربية، كما ورث ابنه جبلة بن سالم عن أبيه كثيرًا من معارفه وعلومه؛ فترجم بعض الآثار التاريخية الفارسية إلى العربية، ثم جاء ابن المقفع الأديب الفارسي الأصل بعد ذلك في أواخر العصر الأموي، فترجم آثاره الجليلة مثل: كليلة ودمنة وغيرها عن الأدب الفارسي.


وهكذا يتضح لنا مدى الاهتمام البالغ الذي حرص عليه الأمويون في العلوم التجريبية والترجمة والطب، وهذا الاهتمام -بلا شك- يرسم لنا صورة واضحة عن سياسة الخلافة الأموية التي لم تكن تهتم بالأمور السياسية والحربية فحسب، بل حرصت على إنشاء منابر علمية في كافة المجالات التي عرفوها حينئذ

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلوم والترجمة في العصر الأموي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المصطلحية والترجمة
» علم اللغة والترجمة - جورج مونان
» إشكاليات النص القرآني بين التفسير والترجمة.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الترجمة لسان العالم  :: الترجمة واللسانيات :: تاريـــخ الترجمـــة-
انتقل الى: