الترجمة لسان العالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نظرية أنواع النصوص (كاتارينا رايس)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
lissan
Admin
Admin



انثى الجدي عدد المساهمات : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2009
العمر : 44

نظرية أنواع النصوص (كاتارينا رايس) Empty
مُساهمةموضوع: نظرية أنواع النصوص (كاتارينا رايس)   نظرية أنواع النصوص (كاتارينا رايس) Emptyالجمعة 14 أكتوبر 2011 - 16:18

نظرية أنواع النصوص (كاتارينا رايس):
تعتمد هذه النظرية على علم اللغة النصي متمثلة مناهج تحليل الخطاب analyse de discours والمنهج السيميائي la sémiotique.
ولتطبيق المبادئ النظرية لهذه العلوم، على متعلم الترجمة أن يدرك مفاهيم البنيـــة la structureوالترابط La cohésion والاتساق la cohérence والالتحام النسيجي للنص La texture du texte.
فقد ميز اللساني الفرنسي «Emile Benveniste» بين الجملة والنص، واعتبر أن تحليل النصوص لا يجري إلا في شكل ملفوظ énoncé؛ أي في وضعية اتصال خاصة.
أما «هاليدي وحسن» فيعتبران تميز النص بالترابط والاتساق ولحمة النسيج اللغوي في مستوى استعمال الروابط بين الجمل:
« C’est donc à une étude des liens de cohésion du texte qui participent à sa texture que nous invitent des linguistes américains » (20) .
ونستنتج من هذا أن التدرب على أنواع من النصوص، بتجزئتها إلى وظائف ضمن فعل الاتصال، يزداد فيها وعي متعلم الترجمة بوجود أدوات داخل النـص كأدوات الربط مثلاً، وهذا انطلاقا من البنية السطحية والعميقة كما يرى ( Teun Adrianus Van djik) متأثرا بنوام شومسكي مستعملا منهج «نحو النص».la grammaire du texte.
1-6-1- النص وسيلة تعليم للترجمــة:
يكاد يكون النص (23) الوسيلة التعليمية الوحيدة المتوفرة لأستاذ الترجمة في الجامعة، ومنها يشتق التمارين ويجسد التقنيات، ومن أهم ملامح الدراسات الترجمية بالعودة إلى النص، تلك التي جرت في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات في ألمانيا.
ولعل الدراسة النظرية التطبيقية وفق الخلفية الوظيفية ما أجرته كاترينا رايس Katerina Reiss عن أنمـاط النصوص les types des textes وعلاقتها بوظائف اللغة.
وستكون هذه الدراسة التي بنتها على مفهوم التعادل « L’équivalence » انطلاقاً هذه المرة من النص وليس الكلمة أو الجملة، هادفة إلى إضفاء الطابع المنهجي على دراسة النصوص، مستندة في ذلك إلى أعمـال «كارل بوهلر» الذي حدد بدقة وظائف اللغة. ولخصتها رايس على النحو التالي: (24)
1- التوصيل البسيط للحقائق: مثل المعلومات والمعارف، ونمط هذا النوع مـن النصوص إخباري؛ حيث يكون المضمون هو بؤرة التركيز الأولي في التوصيل وله بعد منطقي وإحالي.
2- التأليف الإبداعي: ويستعمل المؤلف فيه البعد الجمالي للغة. يحتل فيه الـمؤلف المحور ونمط النص تعبيري.
3- طلب الاستجابة السلوكية: وشكل النص حواري ينصب على الدعوة، وهو النص الداعي للعمل، ويعتمد على الإقناع.
4- النصوص السمعية الوسائطية: مثل الأفلام والإعلانات، وهي التي تضيف إلى الوظائف الأولى الصور البصرية والموسيقى.
وسنثبت أهمية هذا التقسيم لأنواع النصوص في مجال التحليل والترجمة؛ إذ يرتبط بكل نص آليات خاصة تختلف عن غيرها.
فأما النوع الذي سنتعامل به في تعليـــمية الترجمة في الجامعة فهو الأول، لأن طــبيعة النصوص المختارة إخبارية تقتصر على تقديم الحقائق، والبعد اللغوي منطقي ـ وأسلوب الترجمة فيه هو النثري البسيط مع الإيضاح والتفســــير explication إذا اقتضت الضرورة التي تفترض صعوبة المقابل اللغوي. على عكس النوع الثاني الذي يتطلب مقدرة جمالية إبداعية. ويبين هذا الشكل أنواع النصوص من وجهة نظر رايس.(25)

ولكل نوع من النصوص معايير دراسة كالمعايير اللغوية الداخلية، وهي لفظية ودلالية ونحوية وأسلوبية. والمعايير الخارجية عن اللغة كالإيحاءات الشعورية.
ورغم الترابط بينهما فإن أهميتها تتفاوت وفقا لنمط النص.
إن هدف رايس من وراء تحديد أنماط النصوص هو وضع استراتيجيات، يمكن انطلاقـا منها، تطبيق نظرية عامة على جميع أنواع النصوص في إطار المــــنهج الوظيفي. ولكــن السؤال المطروح: إلى أي مدى يمكن أن يحدد نوع النص طريقة الترجمة؟
إن عملية تحليل النصوص تقود لا محالة إلى تفكيك الصعوبات اللغوية في مستوى الشكل والمضمون.
إن نظرية أنواع النصوص إذا ما قورنت بغيرها من النظريات، فإننا نقــول إن منهجها ملائم إلى حد كبير لعملية تعلــيم الترجمة وتطبيقها؛ فمن وجهة نظر التعلـــيمية هي أكثر النظريات فعالية، لأنها تنتقي النوع وتتعامل معه وفق أبعاد معينة، لأن المبادئ التي تقوم عليها أكثر انتظاما من النظريات التأويلية، فهي تساعد المبـــتدئ في الترجمة على التدرب في طــرق حل الصعوبات.
من خلال تعرضنا لنظريات الترجمة يمكننا أن نستنتج أنه لا يمكن أن تبنى نظرية واحدة لتطبيقها في مجال تعليم الترجمة. ورغم ميلنا لنظرية أنواع النصوص لنجاعتها من الناحية العملية، إلا أن تعليم الترجمة على أسس صحيحة هو مزيج من النظريات التي سبق ذكرها.
المقاربة التداولية والترجمــة:
أما االتداولية النصية فتعتبر بناء النص، ليس نتيجة تطبيق بعض القواعد، ولكنه نشـاط وأسلوب عمل يرضخ لضغوط من نوع معرفي واتصالي.
«la pragmatique textuelle, considèrent que la construction du texte n’est pas résultat de l’application d’un certain nombres de règles. Mais une activité, un processus, qui obéit a des contraints d’ordre essentiellement cognitif et communicationnel » (21)
ـ إن المقاربة التداولية التي أسسها جون أوستن في الفلسفة تجعل للغة وظيفة فعلية أكثر منها وصفية، فالفعل التداولي يدرس دور الكلمات ومرجعياتها في الخطاب في مثل هذه المعاني لكلمة (mais).
- Le temps n’est pas beau, mais mauvais.
- Le temps n’est pas beau , mais j’ai envie de prendre de l’air.
- Le temps n’est pas beau , mais la pluie va arroser les champs.
- Le temps n’est pas beau, mais un rayon de soleil va éclairer le salon.
تخلق الكلمة الواحدة في هذا المثال حسب البعد التداولي معاني كثيرة، ووحده التأويل يصنع الترجمة الصحيحة من خلال استنتاج المعنى الإجرائي، وذلك بتفسير العلاقة بين العلامات اللغوية ومستعمليها، وعليه تقدم اللسانيات والتداولية خدمات كبيرة للمترجم في تعامله مع النص، وهذا يتطلب أيضا التدريب على مهارات اللغة ومهارات التفكير؛ ذلك أننا نتمثل الترجمة بوضع فرضيات العقل حول الكليات اللسانية، ثم إن إزاحة الغموض يكون بمقاربة المستوى المعجمي والتركيبي والتداولي الذي له علاقة بالمرجع في اختيار التأويل المناسب.
ومثالنا على ذلك، ترجمة الخطاب الإشهاري المشفر لسانيا وتداوليا (22)
« Maux de gestion…Merci IBM. »
لقد قدمت الترجمة الكثير للنظرية اللسانية أكثر مما قدمت النظرية اللسانية للترجمة.
« La traduction a apporté plus à la théorie linguistique que la théorie linguistique n’apporté à la traduction » (26)
وهذا يعني أن العملية الترجمية والإنتاج العملي الترجمي كان دوما محل انشغــــال وتفكير ثم تنظير في اللسانيات أكــثر من تخصيص النظرية اللسانية حيزا للترجمة في تعاملها مع اللغة. إن التفاعل بين النظريات اللغوية في درس الترجمة حتمية علمية.
وخلاصة القول فإن نظريات الترجمة ساهمت بقسط وفير في حل الصعوبات اللسانية والثقافية وقننت العمل الترجمي ووجهته نحو الإبداع.
الهوامش:
1- د. عناني، نظرية الترجمة الحديثة، مدخل إلى مبحث دراسات الترجمة، الشركة المصرية العالمية، لونجمان، مصر، 2003، ص9
2- د. نابف خرما، د.علي حجاج، اللغات الأجنبية تعليمها وتعلمها، عالم المعرفة، الكويت 1988 ص .171
3- Ibid, Georges Mounin. Linguistique et traduction p 21.
4- ورد في قاموس تعليمية اللغات تعريف لثلاثية المادة التعليمية وهي اللغة الأم واللغة الثانية واللغة الأجنبية، فاللغة الأم سميت بذلك لأنها أول أداة توصيل يتعلمها الفرد في عمر صغير وفي البلد الأصلــي له.
فأما اللغة الثانية واللغة الأجنبية فتعرفان كلاهما على أنهما تعارضان اللغة الأم، فهما أداتا تواصل ثانوية أو مساعدة، ولكن الفرق بينهما أن اللغة الثانية تتمتع بقانون خاص داخل البلد بطريقة رسمية؛ فأما اللغة الأجنبية فليس لها هذا الامتياز، فقد يتعلمها الأفراد؛ فبلد كالزايير مثلا له لغاته الأم الكيكانفو والفابالا والجسكوند. ويتعلم رسمياً في المدرسة باللغة الفرنسية كلغة حاملة للعلم، وعندما يتعلم لغات أوربية كالانجليزية والألمانية فنسميها لغات أجنبية .
«La linguistique appliquée et la didactique des langues usent fréquemment de la triple opposition langue maternelle langue seconde langue étrangère » dans la mesure ou cette opposition définit deux modes d’enseignement irréductibles l’un à l’autre : l’enseignement des langues maternelles d’une part , l’enseignement des langues non maternelles de l’autre , la langue maternelle est ainsi nommé parce qu’elle est apprise comme premier instrument de communication des le plus jeune age, et employée dans le pays d’origine du sujet parlant . La langue seconde et la langue étrangère se définissent toutes deux comme non maternelles, « ce sont des instruments de communications seconds ou auxiliaires », mais ce distinguent l’une a l’autre par le fait que la langue seconde bénéficie officiellement d’un statut privilégié. Alors que la langue étrangère est apprise par des individus la langue seconde est enseignée comme langue véhiculaire à toute une communauté dont la ( ou les) langue(s) maternelle(s) est ( sont) pratiquement inconnue(s) hors des frontière de son pays. » Dictionnaire de didactique des langues p 307 .
5- د. محمد شاهين – نظريات الترجمة دار الثقافة للنشر والتوزيع- الأردن 1998ص 09.
6- محمد عناني، نظرية الترجمة الحديثة، ص .21
7- المرجع السابق، ص 99
8- إن نوع اللغة المستعملة في زمن أو مكان معين يمكن لها أن تتغير وفق وضعيات الكلام. هذه الأنواع من اللغة تسمى سجلات اللغة.
« Le type de langue que l’on utilise à un même moment et dans un même lieu peut varier en fonction des situations de langue sont appelés registre de langue »
Ibid , 100 fiches pour comprendre la linguistique p 98.
9- Larson, M.C « translation and linguistic theory » the Encyclopaedia of language and linguistic ed. In Chief R.E, Asher coordinating editor I M.Y Simpson Volume 09 pergamon press England 1994. P 4646
10- زيد العامري – فيدروف ونظريته فــي الترجمة
I M P : // W W W. Alhalem. Net / thagafa / alaoghaa. hTM -2004 p 8-9 .
11- د. محمد شاهين – نظريات الترجمة ص 26 .
12- بيتر نيومارك- اتجاهات في الترجمة. ترجمة د/ محمود إسماعيل صيني – دار المريخ للنشر – المملكة العربية السعودية 1986- ص 20-21-22
13- المرجع الســابق ص .39
14- المرجع السابق، 44- 45.
15- المرجع السـابق، ص 121
16- المرجـع السابق– ص 186.
17- د، محمد عناني، نظرية الترجمة الحديثة ص 72
18- المرجع السابق، ص 51
19- المرجع السابـق، ص 57- 58.
20- Ibid ,Gilles Siouffi – Don Van Raemdonck, 100fiches pour comprendre la linguistique p 139.
21- Ibid, Gilles Siouffi Dan Va Raemdonck p 139
22- راجع في مبحث التداولية وعلاقتها بالترجمة :
- La pragmatique D’Austin à Goffman par Philippe Blanchet. Ed LACOSTE 1995.
- Anne Reboul, Jacques Moeschler. La pragmatique aujourd’hui Ed Seuil 1994.
-أمبرتو إيكو ـ التأويــل بين السيميائية والتفكيكية – المركز القافي العربي – المغرب 2004.
23- ورد تعريف النص في قاموس اللسانيات ل دي بوا هذا النص:texte
1- on appelle texte l’ensemble des énoncés linguistique soumis à l’analyse M le texte est donc un échantillon de comportement linguistique qui peut être écrit ou parlé.
2- tout matériel linguistique étudié forme également un texte, qu’il relève d’une ou plusieurs langues . « Ibid , Jean Dubois. Dictionnaire de linguistique p 486.
24- د/ محمد عناني – نظرية الترجمة الحديثة ص 115- 116.
25- د/ محمد عناني، نظرية الترجمة الحديثة ص 118
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظرية أنواع النصوص (كاتارينا رايس)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النظرية الغائية أو نظرية الهدف في الترجمة
» نظرية التكافؤ في الترجمة
» ملخص نظرية الترجمة لجيريمي مندي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الترجمة لسان العالم  :: الترجمة واللسانيات :: نظريــات الترجمة وتقنياتها-
انتقل الى: